الانهيار الأرضي في قرية ترسين، جبل مرة: ألف نفس بشرية تواجه الموت

في مساء يوم الأحد 31 أغسطس 2025، تعرضت قرية ترسين بجنوب دارفور، لانهيار أرضي مدمر نتيجة للأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة طوال الأسبوع الأخير من شهر أغسطس.  أسفر هذا الحادث عن دفن أكثر من ألف شخص من سكان القرية. وتقع القرية وسط منطقة جبل مرة، وتتبع إدارياً لمحلية شرق جبل مرة بولاية جنوب درافور. وحتى ظهر اليوم لم تتأكد سوى نجاة شخصين، حسب مصادر من المنطقة.

منطقة جبل مرة منطقة وعرة ومعزولة، مما يجعل الوصول إليها صعباً ويعقد عمليات الإنقاذ والإغاثة. وقد تزايدت صعوبة الوصول إلى المنطقة بسبب فصل الخريف، حيث تنقطع الطرق. وتُعتبر المنطقة ملاذًا للنازحين، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني. وهذه المنطقة عانت منذ بداية النزاع في دارفور في 2003 من جميع أنماط انتهاكات حقوق الإنسان التي وثقتها منظمات حقوق الإنسان ولجنة التحقيق الشهيرة التي أحال مجلس الأمن بموجب تقريرها الوضع في  دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية في 2005.

 تشير المعلومات التي تلقيناها من المنطقة إلى أن فرقاً محلية تتبع للإدارة المدنية لحركة جيش تحرير السودان/جناح عبد الواحد محمد نور، التي تسيطر على المنطقة، قد تحركت نحو القرية. لكن هذه الفرق  تعاني من نقص حاد في المعدات والموارد اللازمة للتعامل مع كارثة بهذا الحجم. وتُظهر الصور الواردة من المنطقة حجم الدمار الواسع الذي لحق بالقرية، حيث طمرت الانهيارات الأرضية المنازل والمزارع.

يدعو المرصد السوداني لحقوق الإنسان الحكومة السودانية في بورتسودان التنسيق مع الفريق القطري للأمم المتحدة في السودان لتسهيل عمليات الإغاثة. ويجب أن يتم هذا التنسيق على أساس تفاهم إنساني، لا سياسي، مع حركة جيش تحرير السودان/جناح عبد الواحد محمد نور، لتسهيل الوصول إلى المنطقة وتقديم المساعدة اللازمة.

كما يطلب المرصد من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية التدخل العاجل لتقديم الدعم والمساعدة في عمليات الإنقاذ والإغاثة. ويجب توفير فرق إنقاذ مدربة ومزودة بالمعدات اللازمة للوصول إلى المنطقة الوعرة وتقديم المساعدة الفورية.

يجب على جميع الأطراف المعنية الاعتراف بالوضع الإنساني الطارئ في المنطقة وتقديم المساعدة دون تأخير. كما يجب ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع القرى المتضررة، بما في ذلك المناطق التي يصعب الوصول إليها.

ان ما حدث في قرية ترسين يُعد مأساة إنسانية تتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي. يجب أن يكون التدخل في هذه الحالة قائماً على المبادئ الإنسانية، بعيدًا عن الاعتبارات السياسية، لضمان إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة. إن حياة البشر هي الأولوية، ويجب أن تُبذل جميع الجهود الممكنة لتقديم المساعدة اللازمة في هذا الوقت الحرج حتى لو أدت إلى إنقاذ شخص واحد فقط.

المرصد السوداني لحقوق الانسان

2سبتمبر 2025

للتواصل عبر الايميل: info@subrm.org

تابعونا على X (تويتر): https://x.com/suhrm_org

تابعونا على فيس بوك: https://www.facebook.com/profile.php?id=100083101428276

Share this:

Facebook
Twitter
LinkedIn